قصة نجاح أُم في التعليم المبكر لأطفالها: كيف ساعدت الألعاب في تنمية ذكاء ابنتي؟

التعليم المبكر للاطفال بالمنزل

ما هو التعليم المبكر للأطفال: الأساس الذهبي لتكوين مستقبل مشرق


ما هو التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة؟

التعليم المبكر هو تأهيل الطفل في البيت وفي رياض الأطفال في سن مبكرة، وقبل بدء تعليمهم الرسمي في المدارس الابتدائية. والهدف أساسا من التعليم المبكر للأطفال هو توفير بيئة تعليمية تشجع على التطور والنمو الشامل للطفل. بما في ذلك النمو الجسدي والعقلي والاجتماعي والعاطفي.

باختصار، يُعتبر التعليم المبكر تأهيلًا علميًا للمرحلة العمرية التي تسبق الدراسة الفعلية. ويعود هذا النوع من التعليم بفوائد كثيرة على الطفل، أهمها هو تطوير المهارات المعرفية الأساسية. والتي يحتاجها الأطفال للنجاح في المدرسة وخارجها. ومن هذه الأنشطة التعليمية: اللعب الموجه والعد والتفاعل مع الكتب والقراءة و اللغات الاجنبية والأنشطة الإبداعية مثل الرسم والتلوين.

التعليم المبكر للأطفال هو مرحلة حاسمة تشكل حجر الأساس لنمو الطفل ونجاح مساره التعليمي مدى الحياة، وتظهر الدراسات العلمية لليونسف أن الأطفال الملتحقين برياض الاطفال، يرتفع معدل ذكائهم وتحصيلهم العلمي.


المفاهيم الأساسية والمهارات التي يكتسبها الأطفال في مرحلة التعليم المبكر 

من خلال التعليم المبكر المنزلي او الاكاديمي، يكتسب الأطفال مهارات ومفاهيم أساسية: مثل الكتابة، وقراءة الحروف الأبجدية، والتعرف على الألوان. والمفاهيم الأساسية للأرقام والعمليات الحسابية، وربما حتى اكتساب لغة جديدة. بالإضافة إلى تنمية المهارات الحركية الدقيقة مثل القص والرسم والتلوين إلخ.

بالإضافة إلى ذلك، التعليم مبكرا يُكسِبُ للأطفال قِيَمًا اجتماعيةً كَالتَّميِيزِ بين السلوك المقبول والسلوك غير المقبول؛ وقوانين البيت، وتعلم الدخول للمرحاض ولبس الملابس وانتعال الاحذية. وهو بذلك فترة ذات أهمية بالغة لنمو وتطور الطفل، وإعداده لمستقبل ناجح. عبر وضع أساس متين وقوي لتعليم الطفل الاستقلالية، والتعبير عن النفس، وإعداده للمرحلة اللاحقة.


متى يجب بدء التعليم المبكر؟

أولا، يجب التفريق بين السن المناسب لبدء التعليم النظامي الأكاديمي، الذي لا يجب أن يقل عن سن 7 سنوات. و هذا هو الحال في معظم دولنا العربية تقريبا. وبين السن المناسب لبدء التعليم المبكر المنزلي أو في الروضة.

ثانياً، فيما يخص التعلم الاولي في المنزل فيبدأ منذ الولادة، عبر توفير بيئة تعليمية أساسها اللعب التعليمي مع الطفل، والتواصل الدائم وقراءة القصص وتعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية، وتنمية المعارف والحرَكِيّةِ الجسدية.

ثالثا، بعد بلوغ الطفل سن 3 سنوات، يمكن للآباء والأمهات الاستعانة بمراكز الألعاب الآمنة؛ حيث تقدم فرصًا هامة للأطفال للتعلم من خلال اللعب والاستكشاف.

رابعا، ومن جهة اخرى أقل سن ينصح به الخبراء والأهالي ذَوِي الخبرة لبدء التعليم الاولي النظامي للأطفال هو 4 سنوات. حيث يمكن تسجيل الأطفال في الروضة ولو بدوام جزئي يوميا او اسبوعيا، وذلك بهدف تحفيزهم على التعلم وتعزيز علاقاتهم الاجتماعية، وتحضيرهم للمراحل الأكاديمية بمرونة.

و أخيرا، وإقتداءًا بقول رسولنا الكريم ‘صلى الله عليه وسلم’ الذي أمرنا تعليم الصلاة للاطفال بعد سن السابعة، و ليس قبله “علِّموا أوْلاَدَكُمُ الصلاَةَ إذا بلَغُوا سَبعًا. وأخذًا كذلك بعين الاعتبار بتجربة دولة فنلندا، التي يعد نظامها التعليمي من الافضل على الاطلاق على مستوى العالم. فإننا ننصح وبشدة بعدم بدء التعليم الأكاديمي النظامي للأطفال قبل سن السابعة. وقد أظهرت الدراسات على المستوى العالمي أن هذا النهج يساهم في تحقيق نتائج ممتازة في التحصيل الأكاديمي والعلمي لطلاب في المستقبل.


تجربتي الشخصية في تعليم ابنتي المبكر: كيف جعلنا التعليم المبكر جزءاً من روتينِنا اليومي

رحلة تعليمية مبكرة:

لطالما آمنتُ إيمانًا راسخًا بأهمية التعليم المبكر في حياة صغارنا. فمن خلاله، ساعدتُ صغيرتي الأولى على اكتساب مهاراتٍ ومعارفَ جديدة. كما لا أُخفِيكم سراً أنها كانت رحلةً مليئةً بالتحديات والتجارب. فمنذ أن رُزِقتُ بطفلتي، كنت على إطلاعٍ تام بأهمية التعليم المبكر المنزلي في بناء شخصيتها. وحرصتُ على دمج التعليم بأساليب وطرق مبتكرة في خِضَمِّ الروتين اليومي لنا كأسرة.


رحلة تعليم ابنتي: دمج التعليم المبكر في الروتين اليومي  

منذ ولادة صغيرتي حرصتُ على دمج التعليم المبكر والتربية الإيجابية في روتين ابنتي اليومي. بهدف بناء شخصيتها وتعليمها مهاراتٍ جديدة؛ وذلك من خلال إدماج أنشطة مختلفة مثل قراءة القصص والأناشيد التربوية. وكذلك كنت استغل أي فرصة حتى وقت الطبخ وترتيب البيت لتلقينِها كلمات جديدة.

بعد أن بلغت ابنتي 18 شهرا، استخدمت الألعاب بكثرة ( من قبيل العاب البازل والتركيب) بِغَايَة تلقِينها الأرقام والحروف. واستخدمت مكعبات الليجو والكرات الملونة لتعليمها الألوان بلغات مختلفة؛ وايضا بهدف تنمية مهاراتِها الحركية والابداعية.

بالإضافة لذلك، عندما تجاوزت سنتين ركزت على تعليمها النطق والكلام مستغلة الدمى والالعاب الناطقة؛ والقصص والكتب الملونة. وشجعتها على الرسم والتلوين، فكانت تُشَخْبِطُ وتُلَخبِطُ في كل مكان؛ تارة في الحائط وتارة أخرى على الطاولات؛ وتَتَفننُ في إيجَاد أماكن لا تخطر على البال لترسم عليها. أُحاوِل ضَبط النفس قدر الإمكان؛ كَيْ لا أُثبِّط هِمتَها وأدْفِن موهبتها وحُب الابداع والتَّخَيُل فيها. وكنتُ أشجعها على الاستكشاف وطرح الأسئلة حول كل ما تراه، وأُِجِيبُها على أسئلتها بصبرٍ ووضوح (ليس دائما…لأكون صريحة).

بعد بلوغها سن الثالثة، علمتها بعض الحروف العربية واللاتينية. كما بدأت تدندن بعض الأناشيد التربوية الإسلامية، وحفظت بعض صغار السور في القرآن الكريم حفظًا غير مُتقن. علاوة على ذلك قمنا باصطحابها إلى حديقة الحيوانات لِكَيْ تَتعَلم أسماء الحيوانات وتسمع أصواتها بشكلٍ مباشرة (انصحكم بهذا النشاط فهو تعليم مبكر لطفل، مُمتع ومُميز وسيبقى خالدا بين أفضل ذِكرياته). 

كنت مضطرة للاستعانة بالروضة في مرحلة مبكرة؟  

ينصح الخبراء ببدء التعليم المبكر قبل المدرسة في سن الرابعة كأقل تقدير. وبعضهم يوصي بشدة باتباع السُّنة النبوية، وكذلك اتباع تجربةِ الدول الاسكندنافية المتقدمة. بحيث يُمنع ان يتلقى الطفل أي شكل من أشكال التعليم النظامي حتى يتجاوز سن السابعة.

لكن ونظرا لعدة عوامل، كنت مضطرة لتسجيل ابنتي في الروضة عندما بلغت سنّ ثلاثةِ سنوات ونصف، حينها بدأت بوادرُ وعلامات الانطوائية تلوح في الأفق. بالخصوص، أنها كانت طفلتي الوحيدة. وما زاد الطين بلا هو سكنُنا بعيداً عن عائلتنا ومعارفنا. بسبب كل هذه العوامل، انحصر تفاعلها فقط معي ومع زوجي، الى ان اصبحت عصبية بعض الشيء، وانطوائية. أدركنا آن ذاك اننا يجب ان نتخذ قرارا حاسما، خوفًا من إصابتِها بالتوحد، أو أي عِلة نفسية تصيب الاطفال الصغار. سجّلتُها في أقرب روضة أطفال بدوامٍ جزئيٍّ لكي تتمكن من التواصل والتفاعل مع أقرانها.

إيجابيات التعليم المبكر بالروضة

لله الحمد ان ابنتي كانت مستعدة لروضة، وتمتلك مهاراتٍ أساسيةً في اللغة والتواصل، وكانت واثقةً من نفسها ومستقلّةً. وذلك بفضل التعليم المبكر الذي تلقته في المنزل منذ ولادتها.

لا أنكر ايضا ان الروضة ساعدت ابنتي على التطور بشكلٍ إيجابيٍّ على المستوى الاجتماعي، وعلى مستوى التواصل واكتساب معارفَ ومهاراتٍ جديدة. حيث تعرّفت على أطفالٍ في سنها، وكونت صداقات جديدة، وأصبحت تناقش وتحاور. وتكتب وترسم، وتلعب وتتفاعل مع من حولها بكل نشاط وحيوية وثقة في النفس.

ولا أنسى هنا عندما أخبرتني المعلمة، ان ابنتي قامت بتوجيه دعوة لكل زملائها البنات والاولاد في الفصل لتناول وجبة الغذاء …السؤال هنا هو من يطبخ لهم؟ انا ام هي… ذهبت تلك الطفلة الانطوائية أدراج الرياح، وعوضتها فتاة صغيرة اجتماعية وأكثر سعادة وفرحا.


نصيحة اخيرة وخلاصة تجربة من أم 

خلاصة القول من أم جربت تقنيات و طرق مختلفة لتعليم المبكر مع صغارها، أقول لكم حبيباتي ينبغي التركيز على التعليم “اللا-أكاديمي” وتعلم المهارات الحياتية والاجتماعية للطفل. التجربة الاسكندنافية التي توصي بعدم تلقين الطفل أي تعليم نظامي قبل سن السابعة، ناجحة بالتأكيد ويمكن الاستفادة من بعض جوانبها. ولكن تجربتي الشخصية كأم مع التعليم المبكر لصغيرتي سواء بالبيت أو الروضة كانت ناجحة ومفيدة جدا. لكن كما سبق ان اخبرتكم: طفلتي تطورت بشكل إيجابي بفضل متابعتي لها منذ الولادة حتى بلغت مرحلة الروضة.

والسر كان في التعلم ما قبل المدرسة بالاعتماد على اللعب واللعب واللعب، والاستمتاع قدر المستطاع بكل نشاط تربوي. مع الاستفادة القصوى من طرق و اساليب التعليم المبكر مثل مونتسوري و غلين دومان…


أساليب وطرق التعليم المبكر للأطفال الصغار

يمكنكم الاطلاع بتفصيل على أساليب وطرق التعليم المبكر للأطفال الصغار (طريقة مونتيسوري وجلين دومان إلخ…) من خلال اتباع هذا الرابط هنا.

سَاهِم في نَشر الإلهَامِ والمَعرِفة! شَارك الآن 😉

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top