كيفبة تشجيع الأطفال على القراءة: نصائح عملية لتحبيب القراءة للأطفال

تحبيب وتشجيع الأطفال على القراءة والكتب

محتويات المقال

كيف تشجع طفلك على القراءة: رحلة ممتعة نحو عالم المعرفة 

نعيش اليوم كأمهات و أباء في ظل حرب باردة وضروس مع الذكاء الصناعي والتكنولوجيا الحديثة. وما فرضته علينا من تحديات جديدة لم يعاني منها آباؤنا من قبل. ولِكُلِ حربٍ اضرار جانبية، وأَصْدُقكم القول أنني لا اريد ان يكون صغاري هم الضحايا في هكذا صراع. لذلك ابذل قصارى جهدي من أجل تشجيع اطفالي على القراءة والألعاب والأنشطة الداخلية والخارجية، فَهُم أهم أسلحَتِي لمواجهة آفة العصر: أَلَى وهي إدمان الأطفال على الموبايل و التابلت و الحاسوب. وهي اساسية لتنمية المهارات اللغوية والاجتماعية، وتوسيع آفاق المعرفة وتعزيز الإبداع و الخيال والحركية.

لحسن حظي ان زوجي مُحِب للكتب والقراءة. وبذلك ساعدني كثيرا في نقل شغفه بالقراءة والكتاب إلى أطفالي. ولا اخفيكم سرا ان هذا كان أَهَم عاملٍ للتشجيع صِغاري على القراءة. فبالاضافة إلى وجود مكتبةٍ في بيتي، غنية بقصص الأطفال والكتب لكل الاعمار والاذواق، حرصنا كذلك على دمج القراءة في الروتين اليومي لأطفالنا منذ نعومة أظافرهم. وجعلناها طقسًا ممتعا، عبر إظهار شغفنا بالقصة و تفاعلنا مع أحداثها.

تريدون معرفة المزيد عن كيفية تحبيب القراءة والكتب لأبنائكُم؟ ما عليكم الا الاستمرار في قراءة هذا المقال، لتتعرفوا على أسراري كأمٍ لتحويل القراءة إلى رحلة ونشاط ممتع ومحبب! 


أهمية وفوائد تشجيع الأطفال على القراءة والمطالعة 

كأمٍ كنت حريصةٍ على الدوام، على إدخال القراءة في صَيرُورَة نمو اطفالِي منذ أشهُرهم الأولى. وكأسرةٍ كنا نولِي أهميةً كبيرة للمطالعة، لِأننا وببساطة ندرِك الفوائد الجمَّة التي تتيحها للأطفال. وفي النقاط التالية أُبرِزُ لكم أهمية و فوائد القراءة والمطالعة للأطفال الصغار:

تحسن الأداء الأكاديمي

هذه أُولَى الثِمار التي تجنيها عند تشجيع أطفالك على القراءة؛ حيث أظهرت مجموعة من الدراسات العلمية المَوثُوقة، أن الأطفال الذين يقرؤون دائما يحققون نتائج ممتازةً في المدرسة. بناءً على ذلك، تُعد المطالعة والكتب بالنسبة للأطفال أولى بوابات النجاح  والتفوق أكاديميا ومهنيا. 

صَقلُ مهارات القراءة والكتابة

مما لا شك فيه ان المواظبة على القراءة تُساعد على طلاقةِ اللسان، وتُحسِنُ مهارات القراءة والفهم أيضا لدى الأطفال. وبالخصوص تُسهم المطالعة في تطور الكتابة والنحو، بحكم ان الطفل يتعلم من خلال الكُتُبِ كيف تكتب الكلمات، و كيف تُرَصُّ الحروف.

تُنَمِي مهارات اللغة وتُوسع قاموس الصغار من المفردات

كل كتاب جديد يطالعه الطفل، يساوي كلمات جديدة و ربما لغة اجنبية جديدة يتعلمها صغارك. مما يثري اللغة ويعزز القدرة على التعبير.

القراءة تشجع الأطفال على الإبداع والخيال

غالبا ما كنتُ أقرأ لصغيرتي ومن خلال تفاعلها مع القصة، لاحظت شيئا مهما وهو أن القصص و القراءة تُحفّز مُخَيلتها. وتجعلها تُطلق العنان من اجل ابتكار أفكار جديدة، وحتى محاولة تغيير أحداث القصة. بالاضافة الى ذلك كانت تحاولّ أن تَحُّل مشكلات البطل او البطلة، بشكل مبتكرٍ وبطرقٍ ربما لن تخطُر لكم على البال. فقط تفاعلوا معهم وحفِزُوهم على توقع نهاية وأحداث خاصة بهم.

القراءة تُغني الثقافة العامة للأطفال وتغرسُ فيهم حب المعرفة

فَكما لا يخفى عليكم أن الكتاب يحمل بين طَياتِه عِلمًا غزيرًا ومعرفة لا حدود لها، في مجالات مختلفة من التاريخ إلى الجغرافيا، والفن والأدب و الديانات و العلوم…مما يزيد من وهج وشغف التعلُم والاكتشاف والمعرفة. وكذلك يحفز على طرح التساؤلات والفضول، وهذا من شأنه زيادة ذكاء الاطفال.

المطالعة تُبقِي الطفلَ مُركِزا ومُنتبهاً

كان الشكُّ يُسَاوِرُني بشأن طفلتي الأولى بأنها تُعاني من متلازمة  فرط الحركة وقلة الانتباه. ولاحظت أن أعراضها تقلُ كلما أخذنا قصة لنقرأها و نناقش أحداثها وشخصياتها. وانطلاقا من تجربتي كأُم أؤكد لكم ومما لا يترك مجالا للشك، أن القراءة تساعد على تحسين قدرة الطفل على التركيز والانتباه وتعلمه الصبر والمثابرة، من أجل معرفة نهاية القصة المشوقة. وهذا يُفيد الصغار سواء في دراستهم وحياتهم بشكل عام. وتساعد على بناء شخصية متوازنة وتعزز ثقتهم بأنفسهم.

القراءة تقوي العلاقة بين الوالدين والأطفال

من افضل ذكريات طفولة صغيرتي هي أنها كانت تذهب للمكتبة و تختار كتابا يعجبها و تأتي به و تطلب منا أن نقرأه. ولم تعد تكتفي بالقراءة فقط بل وتطلب منا تمثيل الشخصيات وتغيير أصواتنا. تارة أكون أنا العجوزة، وتارة اخرى اصبح انا الاميرة. وأما زوجي فكان يتقن تقليد أصوت الحيوانات وحركات الفرسان 🙂 . كانت لا تقبل ان العب انا أي دور شرير، و تفرض على زوجي ادوار الاشرار 🙂 (كانت  ولازلت تحبني أكثر، وهذا ما يثير غيرة وحَنَقَ زوجي ههههه). إذا أصبحت القراءة تقليدا عائليًا، فقد تُتيح فرصة لقضاء وقت ممتع مع الأطفال وتُعزّز العلاقة الاسرية بين الوالدين والأبناء، ممّا يُساهم في بناء أسرة سعيدة ومترابطة؛ وخلق ذكريات جميلة لا تُنسى. 

تشجيع الأطفال على القراءة يُنشِئُ عادات إيجابية

شغف زوجي بالقراءة جعل بيتي مليئا بالكتب، وخلال مطالعتي لبعض كتبه عن التنمية الذاتية، من قَبِيلِ “معجزة الصباح” للكاتب الأمريكي الشاب ‘هال إلرود‘ (انصحكم بقراءته بشدة)؛ و كتاب “العادات الذرية” للخَبِير ‘جيمس كلير’؛ استخلصت ان قوة العادات قد تغير حياتنا بشكل جذري. ومن بين عادات المشاهير و المؤثرين والأشخاص الناجحين عبر العالم، تحظى القراءة بمكانة مميزة. حيث تُساعد القراءة على تكوين عادات إيجابية مثل الصبر والمثابرة، ممّا يُفيد الأطفال في دراستهم وحياتهم بشكل عام. 


متى تبدأ رحلة القراءة مع طفلك؟

إن كنت متابعة جيدة لموقع صغاري لابد أنك إطلعتي على مقالاتي عن التعليم المبكر، حيث اجبتكم فيما سبق و باستفاضة عن سؤال مهم؛ وهو متى ابدا التعليم المبكر لأبنائي؟ وكيف أعلمهم في سن صغيرة؟

أما بالنسبة للسؤال في أي عمر ينبغي ان اعلم طفلي القراءة؟

 فجوابه هو: السن الطبيعي والمتعارف عليه، ان اغلب الأطفال يتمكنون من دمج حروف الهجاء بين سن الرابعة والسادسة، وذلك مُقترنٌ باكتمال الارتباطات العصبية اللازمة في أدمغتهم الصغيرة. لكن لا تفزعوا إن بلغ ابنكم سن السابعة ولم يتعلم بعدُ القراءة، فكل طفل ينمو بوتيرتِه الخاصة. بالتالي لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال. 

أما إن كان سؤالك متى أبدا القراءة لطفلي؟

 فالجواب هنا محدد وواضح، وهو ابدئي قراءة القصص والحكايات لطفلك في سن صغيرة جدا أو حتى منذ ولادته. فكلما تأخرت في زرع حب المطالعة والقراءة في طفلك، كلما زاد الأمر صعوبة مع تقدمهم في العمر. إذ أن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر. عوديه على سماع القصص والإصغاء لك، وعوديه على تخصيص وقت للكتب والقصص. والأهم من ذلك كله، بهدف تقوية رغبة الطفل في التعلم عليك جعلُ وقت القراءة مبهجا وممتعا. أطلقي العنان لقدراتك التمثيلية ومثلي له دور كل شخصية من شخصيات القصة. إجعلي زوجك مع باقي أبنائك يشاركونكم بهجة اللحظة. وستلاحظين أن صغيرك يأتيك بقصة في يده ويطلب منك قراءتها له <3 . 

زيادة على ذلك، إختاري كتبا ملونة مناسبة لعمر صغارك، واقرئي بصوت مرتفع وواضح، وتفاعلي مع طفلك أثناء القراءة. لا يهم إن كان عمر طفل ستة أشهر أو سنة واحدة او سنتين او خمسة سنوات او اقل او اكثر، المهم هو أن تبدئي الآن ولا تأجيلِي الأمر إلى وقت آخر. بعبارة أخرى “ما قرأه الطفل في المهد لا ينساه إلى اللحد.”


خطوات عملية لتحبيب القراءة للأطفال

  • خلق بيئة غنية بالكتب

بادئ ذي بَدْءٍ، قمنا بتوفير مجموعة منوعة من الكتب في المنزل تناسب اهتمامات وقدرات الفهم لدى أطفالنا كلٌ حسب سِنِه. فمثلا في سن ستة أشهر الى  12 شهرا، اشترينا كتبا اغلب محتواها من الصور الملونة و قليلة الكلمات. وانطلاقا من سن ثلاث سنوات اخترنا كتبا ذات محتوى موضوعات تربوية تساهم في ترسيخ بعض القيم الأخلاقية مثل الصدق والامانة والعطاء. وبعد سن الخامسة أضفنا بعض القصص الخيالية في ترسانة كتب أطفالنا. والأهم من ذلك، أننا وضعنا الكتب في متناول يد فَلَذاتِ اكْبَادِنا، في ادنى رُفٍ من مكتبتنا المنزلية.  

  • جعل القراءة نشاطًا ممتعًا

فضلاً عن ذلك، سبق ان اخبرتكم في مقالِيَ هذا أننا جعلنا القراءة من أمتَع النشاطات العائلية لأطفالنا. حيث كنا نمثل شخصيات الحكايات والقصص، ونخرج مواهبنا التمثيلية المدفونة، ونلعب بالكتب ونغير أصواتنا لنُحاكِيَ الشخصيات. بالإضافة إلى ما ذكرتَه، حرصنا على تعزيز حبّ القراءة لدى أطفالنا من خلال مشاهدة أفلام رسوم متحركة مأخوذة من قصص وكتب سبق لنا قراءتها لهم. كما شاركنا في أنشطة القراءة والمطالعة في المركز الثقافي.

  • تشجيع الأطفال على المشاركة أثناء القراءة

وعلاوة على ما سبق، أثناء قراءتي لإحدى القصص، أناقش ابنائي وأَسْألهم عن رأيهم في القصة وشخصياتها. وأطلب منهم توقع نهاية القصة، او تعديل بعض اجزائها. بعد ذلك نحاولُ معاً تقليد بعض الرسومات بالقصة. وبعد بلوغهم سناً يتمكنون فيه من ربط الحروف مع بعضها البعض، ادفعُهُم لِقِراءة بعض الجمل في القصة، شيئا فشيئا حتى يتمكنون من قراءة قصة كاملة لوحدهم وبأنفسهم .


نصائح إضافية لتشجيع الأطفال على القراءة:

  • اولا، اجعل القراءة عادة يومية

أدخلي القراءة في الروتين اليومي لطفلك، حددي وقتًا معينًا كلٍّ يوم للقراءة: قصصة ما قبل النوم، أو حكاية وسط النهار. المهم هو تخصيص فترة من اليوم للمطالعة. وجعلها عادة منذ الصغر. 

  • ثانيا، أنشئ ركنًا للقراءة

إذا كانت امكانياتك تسمح بذلك، عليك تخصيص زاويةٍ في المنزل لممارسة هواية القراءة، وسَمِّها “منطقة القراءة”. ويمكن كذلك الاكتفاء بِطاوِلة أو مكتبٍ صغير تكون فيه الكتب في متناول الأطفال، هذا الركن سيكون وسيلة لتشجيع الأطفال على القراءة. إلا أن عليك الحرص على مشاركة طفلك في مثل هذه الأنشطة بهدف جعلِ القراءة نشاطًا مشتركًا وممتعًا.

  • ثالثا، عدم إجبار الطفل على القراءة

إجبار الطفل على القراءة بالعنف الجسدي أو اللفظي، وضربه لحثه على القراءة، غالبا ما يأتي بنتائج عكسية تماما. ويجعل الصغير ينفر من الكتب وكل ما يرتبط بهذا النشاط التعليمي والترفيهي الجميل. لذا عامل اطفالك بلطف حتى وان كانوا عنيدين، وكانوا يرفضون الجلوس للاستماع. فمثلا، كانت صغيرتنا الأولى ترفض بشكل قطعي الاستماع أو الجلوس لقراءة قصة في بعض المرات. وكنا نكتفي بمُسايَرَتها واللعب معها، دون ارغامها بالعنف او بالضرب. وننتظر بفارغ الصبر أي لحظة  تظهر في الاهتمام بالكتب من جديد، وننتهز الفرصة بسرعة وحماس لنقرأ لها؛ ومع الوقت تعودت ابنتنا على القارئة، بل اصبحت احدى انشطتها اليومية المفضلة. 

  • رابعا، اختيار الكتب المناسبة لعمر الطفل واهتماماته

كان زوجي حريصا على اختيار الكتب المناسبة و المتوافقة مع عمر أطفالنا، حيث ان لكل مرحلة من النمو نوع محدد من الكتب.

مثلا حينما كان يشتري الكتب و القصص لأول مرة لصغيرتنا، ارتكب خطأً من أخطاء المبتدئين، حين اشترى مجموعة قصص معقدة بالنسبة لسنها، تحتوي على الكثير من الكتابة والكلمات على حساب الصور والرسومات. بالإضافة الى ان الاطفال الصغار من الرضاعة وحتى سنتين، غالبا ما يأكلون الصفحات (وحوش صغيرة ولكن كْيُوت ) ويُخرِبون القصص و يملؤونها بالخربشات. بالتالي، عليكم التأكد أن الكتب تحتوي على  على رسومات جذابة، وصور كبيرة وملونة (حيوانات وفواكه وخضروات ونباتات …) لجذب انتباه الطفل وتحفيزه؛  وإغناء رصيده اللغوي.

وبعد ذلك، وانطلاقا من سنتين حتى سن الخامسة: عليكم التركيز على القصص البسيطة و القصيرة، والكتب التفاعلية التي تستجيب عند الضغط على الصور. وايضا تلك التي تحتوي على أجزاء داخلية متحركة وقابلة للتعديل، على سبيل المثال تفتح احدى الصفحات وتبرز لك وردة متفتحة، او منزل او جسم انسان بأعضائه… 

وبين سن الخامسة حتى سن الثانية عشرة: ينبغي أن تبدأ تدريجيا في شراء السلاسل القصصية، التي تحتوي على المغامرات و الخيال. وفي مرحلة متقدمة تنتقلون إلى كتب الثقافة العامة التي تتناول مواضيع علمية او تقنية او تاريخية. 

خلال سن المراهقة عليكم التركيز على الروايات وكتب الخيال العلمي والفانتازيا والكتب الواقعية و السير الذاتية، ليتعلموا من تجارب العظماء والناجحين وتشجيعهم على الفكر الإبداعي والنقدي والحوار البناء. 

  •  خامسا، اصطحب طفلك الى المكتبة، وشَجِّعه على اختيار كتبه

حينما اصطحب صغاري الى المكتبة، اتركهم يصولون و يجولون بين الرفوف كما يحبون، بل وافتح لهم المجال لاختيار أي نوع من الكتب التي يحبون قراءتها. سواء كتب القصص المصورة او المغامرات والفضاء والرياضات…لِأَجِدَ عيونهم تلمع من الفرح ومن متعة التجربة. وهذا من شأنه تعزز استقلالية الطفل وشعوره بأن له رأياً فيما يختار قراءته، مما يقوي لديه شعور الملكية ويزيد من حماسته. وهذا يا احبابي من بين أهم اسراري  لِتَحْبِيبِ الكتب والمطالعة لأبنائي.

علاوة على ذلك، هذه الطريقة تساعد الأطفال على ربط الكتاب والقراءة بالمتعة، مما يجعلهم يرونها كنشاط ممتع ولا يعتبرونها واجبًا مُمِلًا و مضجرًا. وستجدين أن طفلك يسارع الزمن للوصول إلى البيت لاستكشاف وقراءة كتابه الجديد. هكذا نشجع الطفل على حب القراءة ونبني أساسًا قويًا لشغف بالكلمة، يستمر مدى الحياة.

  • سادسا، كن قدوةً في القراءة:

بداية، ينبغي ان نشير الى ان هناك مقالات علمية كثيرة ومن بينها على سبيل المثال، مقالة من جامعة ولاية ميشيغان سنة 2015 (الرابط هنا) تتثبت مما لا يدع مجالا للشك، أن الأطفال يميلون إلى مراقبة وتقليد سلوكيات آبائهم وأمهاتهم، سواء الايجابية أو السلبية. بناءً على ذلك، فإن طفلك اذا راك تقرا يصبح أكثر ميلاً للقراءة. كن قدوة حسنة عبر إظهار حبك للقراءة أمام طفلك. والتحدث مع الطفل عن فوائد القراءة. بصورة عامة، مجرد رؤيتك منغمسا في القراءة سوف يشجع طفلك على فتح كتابه الخاص دون ان تطلب ذلك منه بشكل مباشر.

بعد ذلك، طبق هذه الحيلة البسيطة وهي أن تقرأ وتظهر على وجهك السعادة والفرح، فإن طفلك يراقبك. ومن وقت لآخر اضحك  بصوت مرتفع وأنت تقرأ، نعم تماما كما تفعل عندما تشاهد مقطعا كوميديا على هاتفك عبر تيك توك او فيسبوك او أيٍ من تطبيقات التواصل الاجتماعي. هذا من شأنه اثارة فضول الطفل، وربطه للقراءة بالمتعة.

  • سابعا، استفذ من الكتب التي تحتوي على عناصر تفاعليةٍ أو الكتب الإلكترونية:

إن كنت قد ارتكبت خطأً خلال تربية طفلِك، وجعلته يرتبط بالتكنولوجيا والموبايل والتطبيقات والالعاب. لا زال هناك أمل في تدارك الأمر. يمكنك استخدام حيل كثيرة لإبعاد طفلك شيئا فشيئا عن الشاشات، وتوجيه اهتماماته نحو سلوكيات ايجابية كالقراءة. لكن دعونا لا نتسرع، ونمضي باتجاه الهدف خطوة بخطوة.

هناك حيلة ذكية، وهي معالجة الداء بالداء نفسه (غريب أليس كذلك؟ لا عليكم سوف اشرح). للتخلص من إدمان طفلكم الموبايل والتلفزيون والحاسوب، يمكنكم تحميل كتب او تطبيقات تفاعلية تتضمن أنشطة وتحديات وتتضمن بعض القراءة، كمرحلة أولى. بعد ذلك، يمكنكم شراء تابلت قراءة واستعراض كتب ك “كيندل” على سبيل المثال. .ولكن إذا كان طفلك في سنواته الاولى من الرضاعة حتى خمسة سنوات، قد ترغبون في شراء كتب تفاعلية أو ناطقة أولاً؛ وبالتالي تجعل من الكتاب لعبة تفاعلية ممتعة منذ الطفولة المبكرة. وهذا من شانه تشجيع الاطفال على القراءة، بل وربطها في عقولهم الباطنة بالمتعة والترفيه. وهذا من شأنه جذب انتباه طفلك وتحفّيزهُ على القراءة في مراحل مستقبلية وحتى في سن المراهقة.

  • ثامنا، عبّر عن إعجابك بجهود الطفل في القراءة واحتفل بإنجازاته

سوف اخبركم قصة صغيرة هنا، كنت أقرأ قصة لصغيرتي عن المشاركة والعطاء، وبعد أن أكملت القراءة ذهبت للمطبخ لإكمال مَهامِي المنزلية. وإذا بِيَ أَسمعها تحاول تقليدي، وهي تَتَهَجَّى الحروف لأول مرة. عُدت مسرعة الى الغرفة، لأجدها  فتحت القصة وتحاول قراءتها. لا استطيع التعبير بالكلمات عن مدى فرحتي في ذلك اليوم بإنجاز ابنتي (أو انجازي انا، حقا لا اعلم). المهم انني احتفيتُ بها بحماس، وبدأت أعانقها واقبلها بجنون، ثم رفعتها عاليا في السماء، وكنت اضحك بسعادة كالمجنونة. وبعد حين، اتصلت عبر تقنية الفيديو بزوجي لا يريه إياها وهي تتهجى الحروف بالكتاب، وبدأ هو الآخر يقفز فرحا ونسيَ انه في عمله إلى أن ظن زملاءه انني حامل، او انه ربح المليون مع جورج قرداحي . لحظات جميلة ستبقى خالدة في ذاكرتنا الاسرية.

العبرة من قصتنا هذه هي أن طفلتنا قلدتنا في شغفنا بالقراءة، و اننا احتفينا بها وشَجعنَاها وأشعرناها بالفرح والسرور لقاء انجازها هذا. واستمر تشجيعنا لها حتى عندما كبرت، وبهذه الطريقة نحبب القراءة لأطفالنا على الدوام، عبر الاحتفاء والاحتفال بإنجازاتهم. وايضا من خلال تقديم جوائز رمزية وهدايا، كالخروج للمنتزه، واللعب في حديقة الألعاب، وشراء ملابس جديدة أو أشياء بسيطة نربطها لهم بالقراءة. 


خاتمة : تشجيع الأطفال على القراءة استثمار رابح في مستقبل طفل وتطوره 

في الختام، رحلتنا لتشجيع الأطفال على القراءة، كانت ممتعة ومليئة بالذكريات الجميلة. إن نجحت في تحبيب القراءة لطفلك تكون قد وضعت لبنة اولى في سبيل نجاحه المبهر في المستقبل. ذلك عبر إثراء ثقافته العامة، وتنمية مهاراته اللغوية، وتعزيز قدرته على التفكير النقدي؛ وهذا من شأنه أن يفتح لابنك او ابنتك أبوابًا جديدةً في الحياة. فقط تذكر أنّ الصبر هو مفتاح النجاح. إياك ان تستسلم إذا لم يظهر طفلك اهتمامًا بالقراءة في البداية، بل عليك الاستمرار في تشجيعه وتحفيزه بكل الوسائل؛ وفي النهاية جهودك ستثمر لا محالة.

سَاهِم في نَشر الإلهَامِ والمَعرِفة! شَارك الآن 😉

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top